10هـ.

... وقد ورد في النصوص الشرعية، وصف الروح البشرية بالدخول والخروج، والإشارة إليها إشارة حسية، ففي صحيح مسلم، وغيره من كتب الحديث المرضية عن أمنا أم سلمة الطيبة التقية زوج خير البرية – صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً – قالت: دخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر" فضج ناس من أهله، فقال: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، وأدخله في عقبه الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه".

... ولذلك أمرنا بإغماض بصر الميت بعد موته، لأن بصره تبع روحه، وقد فعل ذلك نبينا – صلى الله عليه وسلم – مع أبي سلمة، – رضي الله تعالى عنه – وفي سنن ابن ماجه بسند حسن عن شداد بن أوس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر، فإن البصر يتبع الروح، وقولوا خيراً، فإن الملائكة تؤمن على ما قال أهل الميت" وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – قال: رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "ألم تروا الإنسان إذا مات ما شخص بصره؟ قالوا: بلى، قال: فذلك حين يتبع بصره نفسه (?) ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015