النكاح من سنته، ومن رغب عن سنته فليس منه كما أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- والحديث في الصحيحين [من رغب عن سنتي فليس مني] ومن سنته -عليه الصلاة والسلام- هذا، فغايتنا عند هؤلاء الأئمة غايتنا عندهم كما قلت: أعذار يسقط بها اللوم عنهم، ولا يقتدى بهم في ذلك.
إذاً -إخوتي الكرام-: النكاح له هذه المنزلة، ولذلك قال الإمام أحمد ع-ليه رحمة الله- لو تزوج بشرٌ الحافي لتمَّ أمره، بشر الذي تقدم معنا حاله، وهو من العلماء الربانيين، لو تزوج لتمَّ أمره، وكان بشرٌ يعترف بهذا يقول: فُضِّل عليَّ الإمام أحمد بثلاث، الأولى: طلب الحلال لنفسه ولعياله وأنا طلبته لنفسي فقط، والثاني: نصب إماماً للعامة، وأما أنا فإمام نفسي، والثالثة: اتسع في النكاح فتزوج وتسرى وأما أنا قصرت فيه، الإمام أحمد فضل عليَّ بهذه الأمور الثلاثة، يقول الإمام أحمد: لو تزوج بشرٌ الحافي لتمَّ أمره وبعد أن توفي بشرٌ الحافي -عليه رحمة الله- رؤيَ في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال غفر لي ورحمني وأشرف بي على منازل الأنبياء، وقال لي: يا بشر، ما كنت أحب أن تلقاني وأنت عزبٌ، قيل له: فماذا فعل أبو نصر التمَّار؟ وتوفي بعد بشر الحافي سنة 228هـ عليهم رحمة الله. قال: رفعه الله فوقي بسبعين درجةٍ، قالوا سبحان الله كنا نرى أنك أفضل منه وأعلا؟ قال بصبره على بناته.