عن رب العالمين.
ووجه ذلك: أن الاعتكاف طاعةٌ قاصرةٌ بينك وبين ربك -جل وعلا-، وأما هنا طاعةٌ متعديةٌ، وأحب العباد إلى الله أنفعهم لعباده، فهذا يمشي في حاجة أخيه، فترك اعتكافه وخرج من أجل أن يكلم صاحب الحق من أجل أن يتجاوز أو يَؤَخّر أو يسامح هذا الإنسان، واستدل بهذا الحديث الثابت عن نبينا -عليه الصلاة والسلام- والحديث في معجم الطبراني، والأوسط، وهو في المجمع، والمستدرك، وسنن البيهقي، ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما-.
إذاً الطاعة المتعدية أعظم أثراً ومنزلةً عند الله من الطاعة القاصرة.
يلتحق بهذا أمران أحب أن أنبه عليهما قبل أن أنتقل إلى الأمر الثاني، وهو أن فعل المأمور أعظم منزلةً من ترك المحظور.
الأمر الأول: الذي يلتحق بالطاعة المتعدية، وهي أفضل من الطاعة القاصرة ويغفلُ عنه كثير من الناس ويظنونه أنه أمرٌ عادي- النكاح: النكاح طاعة متعدية ليس بينك وبين ربك، بينك وبين العباد: بينك وبين زوجك، أولاد، بينك وبين من تصاهرهم {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً} (?) في النكاح من الأجر ما لا يخطر ببال أحدٍ من الخلق إذا فعل هذا على حسب شريعة الرب -جل وعلا-.