والأحاديث التي دلت على أن المؤمن ينفر من الموت وطبيعته تكرهه ولا تميل إليه قلت: الحديث الثاني الذي رواه الإمام البخاري وغيره -عليهم جميعاً رحمة الله- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله تعالى: [من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلىَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلىَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأُعْطِيَنَّهُ ولئن استعاذ بي لأُعِيِذَنَّهُ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولابد له منه] يكره الموت كراهة طبيعية جبلية، ويحبه محبة اختياريةً شرعيةً، ويظهر هذا على التمام عند الاحتضار والسياق.
تقدم معنا -إخوتي الكرام- شرح الجملة الأولى [من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب] وكنا في شرح الجملتين التاليتين للجملة الأولى [وما تقرب إلىَّ عبدي بشيء أحبَّ إلىَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه] وهاتان الجملتان هذان الأمران حولهما عدة مباحث.
تدارسنا ثلاثة مباحث في الموعظة الماضية:
فيما يتعلق بقول الله جل وعلا: [وما تقرب إلىَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إلىَّ مما افترضته عليه] فقلت: إن الطاعات تتفاوت في الدرجات.
والمبحث الثاني: أفضل الطاعات الواجبات المفروضات.
والمبحث الثالث: أفضل الواجبات المفروضات توحيد رب الأرض والسماوات، هذه الأمور الثلاثة -مر الكلام عليها-.