أخي الكريم: إذا كنت ستوقع جائزة من مسؤول أو شهادة ستأخذها بعد نجاحك هل تكره يوماً اليوم تتسلم فيه الشهادة، هل تكره اليوم الذي ستقابل فيه المسؤول لتنال الجائزة؟ والله لا تكره هذا، وإذا كنت عبدت الله على بصيرة وأرت بالعبادة وجهه واتبعت نبيه عليه الصلاة والسلام على ما تفر من لقاءه؟ ليعرض كل واحد منا نفسه على هذه النقطة. هل تجافى عن دار الغرور وأناب إلى دار الخلود واشتاق إليها ويردد في مجلسه اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، هل إذا نزل به الموت يرفع صوته ويهلل ويقول حبيبٌ جاء على فاقه؟ هل يقول إذا قال أهله وحزناه عند نزول الموت به يقول وقرباه وشوقاه غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه عليه صلوات الله وسلامه؟ لنعرض أنفسنا إخوتي الكرام على هذه القضية، هذا ما سأفصَّلُ الكلام فيه إن شاء الله في موضوع الموت وأن العلامة تدل على صدق الإيمان في قلبه أنه لا يجزع من الموت إذا حل به، بل يفرح بقدومه ويستبشر.
قد قلت إذ مدحوا الحياة وأكثروا ... في الموت ألف فضيلة لا تعرف
منها آمان عذابه بلقائه ... وفراق كل معاشرٍ لا ينصف
هذه العلامة كما قلت ندارس الكلام عليها وتفصيلها في الموعظة القادمة إن شاء الله.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا إن أحيانا أن يحيينا على الإسلام وإن أمتنا أن يتوفانا على الإيمان، ونسأله أن يجعل خير أيامنا يوم لقائه، ونسأل أن يغفر لنا ولوالدينا ولمن له حقٌ علينا ولمن علمنا وتعلمنا منا ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيرا والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.