أن تصدر الأعمال من مؤمن لله جل وعلا، فلابد من الإيمان لله جل وعلا ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، فمن حَرِفَ عن الإيمان فوقع في الإشراك أو الكفر بالرحمن، فمهما عمل من الأعمال الحسان ترد عليه ولا تقبل عند ذي الجلال والإكرام، وقد قرر الله هذا في كثير من آيات القرءان فقال جل وعلا: {إنه من يشرك بالله فقد حبط عمله} ، {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} وقال جل وعلا: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيما} ، {ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيدا} .
أخبرنا الله جل وعلا أن من خرج عن الإيمان فهو من أهل الخسران {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين} فإذا لم يتصف الإنسان بصف الإيمان أعماله مردودة عند ذي الجلال والإكرام، فلو قدر أنه قام بصدقة أو صلة رحم أو غير ذلك من أنوع البر كل هذا سيرد عليه ولا يقبل عند الله عز وجل، كما قرر الله جل وعلا في آيات القرءان الكريم يقول الله جل وعلا في سورة الفرقان: {وَقَالَ الذَّينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنا لَقَدْ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيرَا، يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرَاً مَحْجُوراً، وَقَدِمْنَا إِلى مَا عَمِلُوْا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} والهباء إخوتي الكرام هو الشعاع الذي يرى عند شدة حرارة الشمس هباء يتطاير عند شدة حرارة الشمس ذرات صغيرة هذه هي الهباء {هباءً مَنْثُوراً} .