إخوتى الكرام كما قلت الحديث واحد وثابت ويحتج به لكنه حمَّال احتمل معنيين تفرقا باللسان تفرق بالأبدان احتمل هذا وهذا
فذهب إمامان مباركان أبو حنيفة وبعده الإمام مالك رضى الله عنهم وأرضاهم بأن التفرق هو التفرق باللسان بالأقوال لا بالأبدان
هذا إخوتى الكرام أحد توجيهات للحديث قالوا تفرق باللسان والكلام لمَ تقولون هذا معنى الحديث قال لأن الاجتماع بالأبدان لا يؤثر فى البيع وكذا الافتراق هل يشترط لصحة البيع اجتماع الأبدان يشترط؟ يحصل البيع بكتابة أوليس كذلك؟
ولا يشترط وجود البدنين قال اجتماع الأبدان لا يؤثر فى صحة البيع وكذا الافتراق الوجود بالبدن وعدمه سواء إنما الإيجاب والقبول هو الذى يتعلق به بالحكم وثبوت البيع ثم بينوا أن التفرق يراد منه التفرق بالأقوال المستعمل هذا بكلام ذى العزة والجلال وكلام نبينا عليه الصلاة والسلام
قال الله عز وجل فى كتابه
(وإن يتفرقا فى حق الزوجين يغن الله كلا من سعته)
طيب هنا ما المراد بالتفرق الطلاق أوليس كذلك؟
تفرق بالأقوال ترتب عليه بعد ذلك افتراق بالأبدان موضوع آخر لكن تفرق بالأقوال
وقال جل وعلا
{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} [آل عمران/105]
بأى شىء تفرقوا بأقوالهم عقائدهم والأبدان قد تكون مع بعضها أى تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قلوبهم متفرقة وهم فى الظاهر فى مجلس واحد هذا تفرق فلا يراد هنا التفرق بالأبدان منه حديث افتراق الأمة أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة تقدم معنا أن الحديث متواتر وليس بمستفيض فقط قد تقدم معنا تخريجه ما المراد بتفرق الأمة تفرق الأبدان أو العقائد والأقوال والأديان يعنى هذا يقول بقول وهذا بقول وهذا يعتقد شيئا وهذا يعتقد شيئا
وهنا البيعان بالخيار ما لم يفترقا وقال حتى يفترقا يحتمل التفرق بالكلام لأن وجود الأبدان لا أثر له فى صحة البيع وتفرق الأبدان لا أثر له أيضا له فى ذلك