إنما أنت تقول كما قال سيدنا أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه هذا رأى قلنا به وأخذناه من نصوص شرعية وهو أحسن ما عندنا فأما من كان عنده أحسن منه فليأتنا به, هذا الذى عندنا هذا استنباطنا هذا فهمنا بعد ذلك نصيب نخطىء, هذا علمه عند الله جل وعلا, نحن أخذنا هذه الأحكام من نصوص الشرع الحسان وضحت لكم كما وضحت لنا فالحمد لله خالفتم أنتم وما يظهر لكم وسنؤول إلى ربنا هذا أحسن ما عندنا من الفهم
إذاً إخوتى الكرام النصوص تحتمل حملة تحتمل أكثر من معنى وسيأتينا هذا وقع فى زمن نبينا عليه الصلاة والسلام وأقر وسأمثل له بمسألتين فقهيتين مسألة من المعاملات ومسألة من العبادات من مسائل لا تحصى ولا أريد الاستقصاء إنما من باب المثال وأن هؤلاء ما خرجوا عن دين الله وهؤلاء ما خرجوا عن دين الله وإذا أنصف الإنسان حقيقة لا يستطيع حتى أن يرجح بين القولين وكل من الأقوال حتى المذكورة فى هذه المسألة معتبرة ودلت عليها نصوص الشريعة المطهرة هذا عنده نص وهذا نص وهذا احتمله هذا النص وهذا احتمله هذا النص
إذاً المصادر واحدة لكن دلالات النصوص تتعدد أمر ثانٍ الفهوم تتغاير تختلف
قال الخطيب البغدادى فى الفقيه والمتفقه ونِعْم ما قال فى الجزء الثانى صفحة واحدة وسبعين قال:
أهل العلم فى حفظه متقاربون وفى استنباط فقهه متباينون
يعنى بالإمكان أن أحفظ صحيح مسلم وأن تحفظه ونتقارب فى الحفظ لكن نأتى بعد ذلك للفهم أنا فى جهة وأنت فى جهة والنصوص احتملت اوليس كذلك؟
أهل العلم فى حفظه متقاربون فى حفظ العلم متقاربون الإمام الشافعى قريب من الإمام مالك والإمام مالك قريب من أبى حنيفة وهؤلاء الأئمة أيضا قريبون من الإمام أحمد رضى الله عنهم وأرضاهم فى الحفظ متقاربون يحفظون كلام الله جل وعلا ويحفظون حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام لكن فى الفهم وفى استنباط الفقه متباينون هذا عنده هذا الحديث هذا فهم منه شيئا وذاك فهم منه شيئا آخر