يا إخوتى الكرام هذا لا يخطر ببال إنسان فلا بد من وعى هذا ولذلك هذه النسبة تحتمل أمرين:
إن أرادوا بها الذم فقائلها هو الكريه المذموم
وإن أرادوا بها أن للحنفية شأن لا يصل إليه من بعدهم فى القياس والفهم والاستنباط فنِعم ما قالوا والأمر فى موضعه حقيقة فنعم ما قالوا فهم أهل الآثار وهم أهل الفهم والاعتبار
ولا أقول إن من عداهم لا فهم ولا اعتبار عنده لا, لكن دون فهم أبى حنيفة وهذا كما تقدم معنا من أراد أن يتفقه فهو عيال على أبى حنيفة من يقول هذا؟
الشافعى الذى حمل عن محمد بن الحسن تلميذ أبى حنيفة حما بختى حمل بعير من العلم من علم سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنهم وأرضاهم هذا لا بد من وعيه
فإذاً هو حقيقة إذا أُريد يعنى إمام الرأى إمام القياس على أن له من جودة النظر ما ليس لغيره من البشر فالكلام فى محله وإذا أريد أنهم أئمة الرأى والقياس بمعنى يطرحون الآثار ويأخذون بعد ذلك بالآراء والقياس فهذا ضلال وانتكاس ولا يمكن أن يقول به الإمام أبو حنيفة ولا أتباعه رضوان الله عليهم أجمعين
كما قلت القياس إلحاق فرع بأصل فى حكم لجامع بينهما وهذا القياس حقيقة قياس سديد رشيد وما أنكره أحد من أهل الرشد من أئمتنا
نعم هناك قياس فاسد بعيد ,قياس فاسد أن تقيس الربا على البيع كما أنك تقول هنا أربح وهنا أربح كما قاس المشركون إنما البيع مثل الربا وأن تقيس الزنا على النكاح تقول هنا يحصل وهنا يحصل إيلاج وإدخال وأن تقيس الميتة التى أماتها الله على الذبيحة عندما نميتها نحن كما تقدم معنا فى منازعة المشركين للموحدين هذه أقيسة باطلة وأبو حنيفة أبعد الناس عنها
استمع لمقولة لسيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه ينبغى أن تنقش على القلوب يقول كما فى السير فى الجزء السادس صفحة واحدة وأربعمائة وفى ترجمة الجزء الذى فى ترجمة أبى حنيفة للذهبى صفحة أربع وثلاثين قال أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه: