القياس كما قلت الذى أخذ به سيدنا أبو حنيفة ونُسب إليه ونسب المذهب بكامله إليه فيقال للحنفية أهل الرأى يعنى أهل القياس طيب لو سألنا المالكية تأخذون بالقياس أم لا؟
إن قالوا لا ضلوا وإن قالوا نعم أقول علامَ تخصيص الحنفية بهذا
وإذا سألنا الشافعية تأخذون بالقياس أم لا؟
وإذا سألنا الحنابلة تأخذون بالقياس أم لا؟
ما أحد كما قلت من أئمتنا المعتبرين إلا أخذ بالقياس وأما من ألَّف كتابا فى إبطاله كالإمام ابن حزم يغفر الله لنا وله فالإمام أبو بكر بن العربى يقول:
من أنكر القياس هذا ينحط عن رتبة البشر ولذلك لا يعول على قوله فى مخالفة الإجماع لأنه ليس من عِداد بنى آدم, الذى ما عنده عقل ليقيس النظير على النظير هذا لا تعتبره من البشر
يعنى عندما يأتى ويقول لا يبولن أحدكم فى الماء الدائم الذى لا يجرى ثم يغتسل منه يقول لا يبولن تقتضى المباشرة فإذا باشر البول تنجس وإذا بال فى وعاء وصبه لا يتنجس!!!
يا عباد الله هذا كلام لا يقبل بحال واضح هذا ما هذا العلة واحدة ,العلة أن البول نجس سواء باشرت من عضوك إلى الماء أو بُلت فى وعاء وصببته هذا البول فى ذلك الماء فذاك يقول هنا فارق يبولن مباشرة وأما هنا لا يوجد مباشرة صار فاصل بال فى إناء وصبه طيب ما الفارق بين هذه وهذه؟
ولذلك من ألغى القياس حقيقة سيصل كما قلت إلى متناقضات عجيبة فإذاً أئمة الهدى يحتجون بالقياس فعلامَ نسبة المذهب ونسبة إمام المذهب إلى هذا إمام الرأى ومذهب أهل الرأى يعنى هل هم لا يحتجون بالآثار نعيذهم بالعزيز القهار من ذلك ولو كان أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه يرد الآثار ويقدم القياس عليها لكان شيطانا مريدا للعنه أئمتنا بدل من أن يثنوا عليه هل يعقل أن يثنى عليه أئمة الآثار من يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين وعبد الله بن المبارك وسفيان الثورى والشافعى وأئمة الإسلام وهو يرد كلام النبى عليه الصلاة والسلام!!