.. وإذا كان هذا حال الروح وهي موجودة حية، عالمة قادرة، سميعة بصيرة، تصعد وتنزل وتذهب وتجيء، وتدخل وتخرج، ولها نحو ذلك من الصفات، وتلك الصفات لا تماثل المساهد من المخلوقات، وفالخالق العظيم أولى بمباينته لمخلوقاته المساكين، وإن حصل الاتفاق في الأسماء والصفات، وأهل العقول هم أعجز عن أن يحدوه أو يكيفوه منهم عن أن يحدوا الروح أو يكيفوها، وإذا كان من نفى صفات الروح جاحداً معطلا ً لها، ومن مثلها بما يشاهده من المخلوقات جاهلا ً ممثلا ً لها بغير شكلها، وهي مع ذلك ثابتة بحقيقة الإثبات، مستحقة لما لها من الصفات، فالخالق – سبحانه وتعالى – أولى أن يكون من نفى صفاته جاحداً معطلا ً، من قاسه بخلقه جاهلا ً به ممثلا ً، وهو سبحانه وتعالى – ثبت بحقيقة الإثبات، مستحق لما له من الأسماء الحسنى والصفات (?) .
وإليك بعض مباحث متعلقة بالروح، لينكشف لك الحق بوضوح:
أولا ً: الروح المسئول عنها في آية الإسراء المتقدمة هي التي بها يحيا البدن، هذا هو الحق ولا يعتد بخلاف هذا القول، وقد أورد الإمام ابن الجوزي – عليه رحمة الله تعالى – ستة أقوال في بيان الروح التي وقع عنها السؤال، وهي:
1- الروح الذي يحيا به البدن.
2- ملك على خلقه هائلة.
3- خلق على صور بني آدم.
4- جبريل – علي نبينا وعليه الصلاة والسلام.
5- القرآن الكريم.
6- عيسى – علي نبينا وعليه الصلاة والسلام.