الأمر الثالث الذى امتاز به أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه هو حاله مع علماء الأمة كحال نبينا عليه الصلاة والسلام مع رسل الله الكرام فنبينا عليه الصلاة والسلام أكثر الإنبياء تابعا وسيدنا أبو حنيفة رضى الله عنه وأرضاه أكثر العلماء تابعا من هذه الأمة, مذهبه حصل له رواج وقبول وانتشار وعمل به الصالحون الأبرار فى سائر الأقطار بحيث لم تحصل تلك النسبة لأحد من أئمة الإسلام حقيقة هذه المزايا الثلاثة امتاز بها هذا الإمام المبارك رضوان الله عليهم أجمعين
قلت إخوتى الكرام سنتدارس ما يتعلق بترجمته ضمن أربعة أمور فى نسبه وطلبه العلم وهذا أمر واحد والثانى فى ثناء العلماء عليه وبيان منزلته ورتبته وفضيلته ومكانته والثالث فى طريقة تفقهه فى الدين
والرابع فى عبادته لرب العالمين سبحانه وتعالى
كنا نتدارس الأمر الثانى إخوتى الكرام فى بيان سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه حسبما قرر أئمة الإسلام أقرانه ومن جاء بعده رضوان الله عليهم أجمعين تقدم معنا آخر شىء تدارسناه أن حبه من السنة وأنه يجب على أهل الإسلام أن يدعو لسيدنا أبى حنيفة النعمان فى صلواتهم لأنه حفظ عليهم السنن والفقه وتقدم معنا أن هذا الكلام مأثور عن عدد من أئة الإسلام العظام الكبار الكرام منهم كما تقدم معنا أبو معاوية محمد بن خازن ومنهم الإمام أبو عبد الرحمن الخريبى ومنهم ومنهم كما تقدم معنا ووقفت عند هذا الأمر وسأكمل تقريره بعون الله وتوفيقه
نعم إن حب المسلمين فرض فى الدين فكيف بحب أوليائه الصالحين فكيف بحب علمائنا وساداتنا الفقهاء المتقين لا شك إن هذا من آكد الفروض وأوجب الواجبات فهم أولياء رب الأرض والسماوات فهنيئا لمن هُدى إلى محبتهم وتعطير المجالس بذكرهم وشقاء ثم شقاء لمن حُرم من محبتهم ولمن وقع فى أعراضهم نسأل الله أن يحفظنا من ذلك بمنه وكرمه أنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين,