وسُئل مرة عن مسألة وأبو حنيفة بجواره وسألوا الإمام الأعمش لأنه هو شيخ أبى حنيفة
قل فيها يا نعمان
قال تُسأل أنت وأجيب أنا, السؤال إليك موجه
قال أنتم الفقهاء ونحن الصيادلة أنتم الأطباء ونحن الصيادلة
هذا يحال إليه أنتم الأطباء معشر الفقهاء ونحن الصيادلة وكثيرا ما كان يقول الإمام الأعمش لأبى حنيفة هذا فإذا سأله عن مسألة وأجاب يقول من أين لك؟
يقول مما رويتم لنا أنت شيخى فى الحديث وشيخى فى القراءة أنت الذى رويت لى هذا يقول أنتم الأطباء ونحن الصيادلة
وواقع الأمر سيدنا أبو حنيفة طبيب وصيدلى لأنه من المحدثين الكبار نعم ما صرف جهده للرواية كما صرف الإمام الأعمش هذا شأن آخر واضح يعنى حاله فى الرواية كحال سيدنا أبى بكر وعمر رضى الله عنهم أجمعين
فسيدنا أبو بكر رضى الله عنه وأرضاه ما صرف جهده للرواية لانشغاله بأمر آخر وهكذا سيدنا عمر رضى الله عنه وأرضاه وهكذا سيدنا أبو حنيفة فما تفرغ لنشر الحديث بالأسانيد والطرق والروايات ما أخذه بذل جهده فى اسنتباطه واستخلاص الأحكام منه وهذا أعلى من الرواية أما أنه محدث فهذا لا خلاف فيه ولا يوجد كتاب من كتب الحديث إلا ترجم لسيدنا أبى حنيفة كما سيأتينا فى تذكرة الحفاظ لطبقات الحفاظ ولا يوجد كتاب من كتب القراء إلى ترجموا لسيدنا أبى حنيفة هو من الأئمة القراء لا يوجد كتاب فى الفقه إلا ترجم لسيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه قال محدث فقيه ورع زاهد عابد ناسك لا يوجد خصلة من خصال الخير إلا وجعلها الله فيه رضى الله عنه وأرضاه,
هذا لا بد من وعيه إخوتى الكرام هو صيدلى لكن إذا كان فقيها فهذا أعلى من أن يقال عنه يعنى أنه طبيب أوليس كذلك؟ لأن الفقيه طبيب فأعلى من أن يقال عنه صيدلى إذا كان فقيها فهو طبيب فيقال عنه طبيب ولا يقال عنه صيدلانى
مما رويتم لنا فيقول أنتم الأطباء ونحن الصيادلة