{يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور*ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور *واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} [لقمان/17-19]
إذن هذا القصص هذه القصة جاءت لمَ؟
لتقرير وتوكيد أمر التوحيد ولتقرير وتوكيد الأحكام الشرعية العملية التى ينبغى أن يقوم بها المكلفون فى هذه الحياة عقائد وأحكام لكن ضمن قصص ما وُجِّه هذا للعباد إنما لقمان أوصى ولده بما أوصاه به يدل على هذا وهذا
والقرآن كما قلت دار على هذه الأمور الثلاثة عقائد توحيد الله عز وجل أحكام عملية تتعلق بأفعال المكلفين قصص يراد منه تقرير هذين الأمرين وتوكيدهما من حيث لا يقصد الإنسان ولا يشعر حيث تسرى الفضيلة فى نفسه ويُقرر ذلك الأمران فى نفسه كما قلت من دون قصد منه ولا شعور منه بذلك
إخوتى الكرام هذا العبد الصالح حقيقة أشار الله إلى ما أعطاه من حكمة وذكر بعض حِكمه فى السورة التى سماها باسمه وفى ذلك أيضا استلهاب الهمم والعزائم للبحث فى حكمة هذا العبد الصالح حسب النظر فى حياته وحقيقة أئمتنا نقلوا هذا حسب ما ورد فى الكتب السابقة وقد أُذن لنا أن نتحدث بما كان فيهم وبما صدر منهم مما لا يدل شرعنا على المنع منه
وحقيقة أئمتنا المفسرون قاطبة أوردوا نماذج من حكمة هذا العبد الصالح دون هذه القصة بحيث تسرى تلك الفضائل فى النفس ضمن قصة عبد صالح يقول الحكمة وينصح عباد الله ذريته والناس أجمعين
فمما أوردوا من حكمته رضى الله عنه وعن سائر الصديقين الكرام ما ثبت فى كتاب الزهد للإمام أحمد صفحة تسع وأربعين أنه قال لولده:
يا بنى ما ندمت على سكوتى قط ولئن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب