إذن آيات كثيرة {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم} [البقرة/143]
فقال هذه الآيات تدل على أنه ما كان يعلم يعنى هذه الأشياء وإنما فعل ليظهر له الأمر وليعلم ما لم يكن يعلم وهذا من انطماس بصيرته وفساد عقله وعدم علمه بمراد ربه من كلامه
(ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم)
علم ظهور ومشاهدة بعد أن علمناه علم تقدير علمه ربنا جل وعلا فى الأزل لكن هذا سيظهره بعد ذلك إلى الواقع المشهود
(فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
علم ظهور ومشاهدة بعد أن علمه علم تقدير سبحانه وتعالى وعلم الظهور والمشاهدة لن يختلف عن علم التقدير وليس فى ذلك طروء علم على الله جل وعلا لم يكن يعلمه سبحانه وتعالى
وقال أيضا الله يقول فى كتابه:
(وله أسلم من فى السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون)
قال والكفار أكثر من المسلمين الأبرار وهذا أيضا من فساد عقله وانتكاس بصيرته
وله أسلم بمعنى استسلم وانقاد وليس المراد من الإسلام هنا الإيمان بالرحمن انقاد لله طوعا وكرها رغم أنفه ولا يستطيع أن يخرج مخلوق عن إرادة ربه سبحانه وتعالى فالإنسان جاء إلى هذه الحياة من غير اختياره وسيخرج منها على غير اختياره وجُعل فيها بصفة وشكل على غير اختياره ويجرى فيه أمر الله ولا يستطيع أن يغيره وله مشيئة لكنها مرتبطة بمشيئة ربه وينتهى سعى العباد سعى المخلوقات من العرش إلى الفرش إلى قول رب الأرض والسماوات (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما)
(ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن)