الدليل الثالث على أنه يوصف أيضا بأنه جاهلى تقدم معنا الحديث إخوتى الكرام فى منسد الإمام أحمد والكتب الستة إلا سنن النسائى وهو فى غير ذلك من دواوين السنة قول نبينا عليه الصلاة والسلام لسيدنا أبى ذر عندما عير بلالا بأمه رضى الله عنهم أجمعين قال:
أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية
تقدم معنا أيضا أن سيدنا أبا ذر رضى الله عنه وأرضاه قال لنبينا عليه الصلاة والسلام كما فى صحيح البخارى:
على ساعتى هذه من كبر السن أنا فى هذا يعنى العمر وفى هذه الحالة وعلى كبر السن مع ذلك فىَّ خصلة من خصال الجاهلية قال:
نعم إنك امرؤ فيك جاهلية على ساعتك هذه من كبر سنك عندما عيرته بأمه
إخوتى الكرام هذا فيما يتعلق بالحالة الثانية التى إذا لم يحتكم الإنسان فيها إلى شرع الله ولم يحكم فى حالته شرع الله يأثم ويرتكب وزرا لكنه لا يكفر الحالة الأولى أن يأول فيما ليس هو من مجال التأويل أن يجتهد فيما ليس من أمور الاجتهاد الثانية كما تقدم معنا أن يتكلم بجهل دون قصد لمعصية الله عز وجل
الثالثة أن يقصد المعصية دون استحلال لها هو فى الحالات الثلاث ما استحل ما حرم الله لكن فى الحالة الأولى والثانية ما قصد معصية الله لكن الشارع ما أذن له ولا عذره فى فعله فهو آثم والحالة الثانية هو قصد المعصية وفعله معصية فهو عاص وهو يعلم بذلك
هذه الأحوال الثلاثة كما قلت الإنسان ينحرف عن شرع الله وهو فيها موزور عاص للعزيز الغفور لا يصل إلى درجة الردة والجحود والكفر
الحالة الثالثة التى سيأتى الكلام عليها من لم يحتكم إلى شرع الله ولم يحكم شرع الله فهو كافر جاحد مرتد قلت لذلك خمس حالات نتدارسها فى الموعظة الآتية بتوفيق رب الأرض والسماوات
وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا
ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا