أمر عجيب حقيقة تراه أيضا خطيب جمعة وإماما ومفتيا وحالة عجيبة وهو بهذه الحالة فهذا كما قلت الاستئصال هذا فعل يهود الهند ومجوس الأعاجم والأخذ منها دون القبضة كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال فهذا حرام لم يبحه أحد هذا الحرام الذى لم يبحه أحد كما قلت مرارا صار لحية الدعاة الملتزمين فى هذا الحين يعنى إذا كان داعيا ملتزما لحيته بمقدار أُنملة أو دون فهذا إذا كان يعنى من الملتزمين وأما إذا كان من المتحللين فنسأل الله العافية والسلامة
هذا الذى قرره أئمتنا إخوتى الكرام ويقول الإمام أبو شامة رفع الله مقامه, توفى سنة خمس وستين وستمائة كما نقل ذلك عنه الحافظ فى الفتح فى الجزء العاشر صفحة واحدة وخمسين ثلاثمائة يقول:
حدث قوم يحلقون لحاهم وهو أشد مما نُقل عن المجوس أنهم كانوا يقصونها ويقصرونها
يعنى يقول وُجد فى هذا القرن وهو القرن السادس والسابع من يحلق لحيته يقول هذا أشد مما كان عند المجوس أنهم يقصرون وسيأتينا أن المجوس كانوا يقصرون وما كانوا يستأصلون لكن يوفرون الشوارب يقول حدث قوم يحلقون لحاهم وهو أشد مما نُقل عن المجوس أنهم كانوا يقصونها
وكما قلت الإمام أبو شامة صاحب كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث من الأئمة الصالحين وهو صاحب المرشد الوجيز أوليس كذلك؟ وله شرح للشاطبية من أحسن شروحها, انظروا ترجمته فى طبقات الشافعية الكبرى فى الجزء الثامن صفحة حمس وستين ومائة عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا
إذن كما قلت هذا الأمر متفق عليه وليس هو من المسائل التى يجوز أن يُعمل أهل التأويل فيها رأيهم واجتهادهم ليتأولوا ويستنبطوا, لا هذه مسألة منتهية هذه مشروعة وهى من الواجبات على الرجال المؤمنين ينبغى أن يُعفوا لحاهم ويحرم عليهم أن يأخذوا شيئا منها إذا كانت دون القبضة