بعد أن قُتل أبوه ياسر رضى الله عنه وأرضاه وهو أول شهيد فى الإسلام وقُتلت أمه يعنى أخذت هذه الأسرة الطيبة المباركة, الأب قُتل والأم طعنها اللعين الملعون أبو جهل بحربة فى فرجها وقتلها وعمار ينظر إلى أمه سمية رضى الله عنها وأرضاها وهى أول شهيدة فى الإسلام تطعن فى فرجها بحربة من هذا اللعين ووالده يُقتل وهو يُعذب وهم إخوتى الكرام من السبعة الذين أسلموا قبل غيرهم مع سيدنا أبى بكر رضي الله عنه أما أبو بكر فله عشيرته وهو فى منعة من قومه فمنعه قومه من إيذاء السفهاء وأما هؤلاء فكانوا من المستضعفين فصُب عليهم أليم العذاب ومعهم بلال رضى الله عنه وأرضاه, ياسر يُقتل وأمه سمية أم عمار تُقتل وهو يعذب حقيقة بشر فضعُف أمام التعذيب فى الظاهر فقال ما قال فى حق نبينا عليه الصلاة والسلام ومدح آلتهم فتركوه فذهب إلى نبينا عليه الصلاة والسلام وهو حزين ما وراءك قال ورائى شر ما تركونى حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير
قال كيف تجد قلبك قال أنه مطمئن بالإيمان قال إن عادوا فعد وأنزل الله جل وعلا الآية الكريمة من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان فلا لوم على هذا ولا إثم
هذا كما قلت إخوتى الكرام اضطرار وقع على الإنسان فالقلم مرفوع عنه فى هذه الحالة والمؤاخذة يعنى لا تحصل له ولذلك ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال
إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه
وهو فى كتب الفقه بلفظ:
رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه
وهو بهذا اللفظ إخوتى الكرام رواه الإمام ابن عدى فى كتاب الكامل بهذا اللفظ رُفع عن أمتى يعنى له أصل لكن الرواية الصحيحة الثابتة بلفظ
إن الله وضع عن أمتى تجاوز لى عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه