طيب الآن هذا الذى جرى من سيدنا أسامة رضى الله عنه وأرضاه كما قلت جهل بالحكم ولا تعمد مخالفة ولا معصية وظن أن الأمر يعنى لا مانع من الشفاعة فيه إذا شفع فى ذلك فنبينا عليه الصلاة والسلام أخبره أن الشفاعة لا تنبغى فى هذه الحالة وإذا يعنى إذا قُبلت شفاعتك يصبح حالنا كحال بنى اسرائيل من له وساطة يعنى يُعفى من الحد ومن هو مسكين يُقام عليه الحد لا بد من إقامة الحد عليها وعلى غيرها إذا بلغ الأمر للإمام والمسؤول كما قلت هذا يدخل أيضا فى هذا النوع أنه بنوع جهل ما عرف الحكم فهو أيضا معذور ورحمة الله واسعة
الحالة الثالثة إخوتى الكرام التى يعذر فيها الإنسان يخالف شرع الرحمن وهو أيضا معذور الحالة التى يكون الإنسان فيها مُكرها
يُكره على معصية الله عز وجل فيفعل من غير اختياره وتقدم معنا فى الأحوال الثلاثة, قلت لا يقصد الإنسان المعصية ولا يريدها ولا خطرت بقلبه إنما فعل ما ظاهره المعصية دون أن يقصد المعصية هو بقلبه فهناك كما قلت تأول وهنا جهل وهنا أُلجأ وأُكره وقُسر ففعل المعصية دون أن يريدها فلا ذنب عليه ولا إثم عليه عند الله عز وجل قال الله جل وعلا
{من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم} [النحل/106]
إذن إذا كفر بالله من بعد إيمانه وهذا الكفر بسبب الإكراه والقسر والاضطرار لا لوم عليه ولا ذنب عليه إنما إذا انشرح صدره بالكفر وهو أراده أحبه وقصده ومال إليه فهذا الذى عليه غضب من الله ولهم عذاب عظيم
وهذه الآية إخوتى الكرام نزلت فى سيدنا عمار بن ياسر رضى الله عنه وأرضاه كما قال ذلك الحافظ ابن حجر فى الإصابة فى ترجمة سيدنا عمار قال باتفاق المفسرين باتفاق الروايات على أنها نزلت فى سيدنا عمار بن ياسر رضى الله عنه وأرضاه