أولئك عند نزول آية الصيام لم ينزل من الفجر نزلت بعد ذلك أما هنا كانت نازلة وعدى رضى الله عنه وأرضاه عَلِمَها لكن مع ذلك ما انتبه لهذه اللفظة وفهم أن المراد من الخيط الأسود الخيط الحقيقى والخيط الأبيض كذلك الخيط الحقيقى ولم ينتبه لكلمة من الفجر أما من قبله لم تنزل كلمة من الفجر فلما نزلت عرفوا أن المراد سواد الليل من بياض النهار وعليه كما قلت إخوتى الكرام فعل سيدنا عدى متأخر عن فعل الصحابة الذين ذُكروا فى حديث سيدنا سهل بن سعد فإن قيل كيف هذا وقد حصل هذا لأناس قبله أقول لعله ما بلغه حديثهم يعنى هو آمن بنبينا عليه الصلاة والسلام وفريضة الصيام نازلة من ثمانى سنين إذا آمن فى العام العاشر من الهجرة فهذه الفريضة هذه الآية تُليت عليه ففهم منها ان المراد يعنى خيطان حقيقيان فذهب إلى بيته وأحضر عقالا أبيضا وعقالا أسودا وبدأ يأكل حتى يتميز له أحدهما عن الآخر فذكر ذلك للنبى عليه الصلاة والسلام فقال له إن وسادك إذاً لعريض إنك لعريض القفا
هنا إخوتى الكرام كما سيأتينا فى حديث سيدنا عدى شىء من لوم نبينا عليه الصلاة والسلام لعدى بينما فى حديث سيدنا سهل عن الصحابة ما لامهم نبينا عليه الصلاة والسلام لمَ؟
لأن أولئك حقيقة جهلوا ولم تكن الآية نازلة من الفجر فجهلهم يعنى قد يكون لهم فيه كما قلت عذر معتبر أما هنا يعنى يوجد شىء من التقصير هو لو تدبر الآية تماما لعلم أن كلمة من الفجر لا يراد منها خيط حقيقى أبيض وأسود
ولذلك عرض به نبينا عليه الصلاة والسلام قال إن وسادك لعريض يعنى أنت الآن إذا كان وسادك سيسد الآن الأفق بكامله ولم يظهر سواد الليل من بياض النهار, ما أعظم هذا الوساد وقيل وهو تأويل ثانى كما قاله الإمام الخطاب إنك لعريض القفا