وهذا إخوتى الكرام له اعتبار كبير فى الشرع ,الشرع إذا كان مصونا محفوظا من التغيير والعبث والتبديل حقيقة هذا هو الشرع الصالح النافع وأما إذا كان عرضة للأهواء والآراء فيعنى يحصل ما يحصل فيه من التلاعب والبلاء والافتراء
ولذلك يقول عقلاء البشر أفضل حكم وأعدله فى هذه الحياة ما كان الحاكم فيه هو القانون هو الشرع هو النظام هذا أفضل حكم القانون إذا كان هو الحاكم يحتكم الناس إليه هذا أفضل الأحكام ليس لرأى فلان وفلان إنما يوجد نظام يتبعه الناس لكن هذا القانون هذا الشرع بين حالتين
إما أن يكون من وضع الله وشرع الله وتشريع الله
وإما أن يكون من تشريع الإنسان
وشرع الإنسان ينقسم أيضا إلى قسمين
ممن يستقل به فرد كما يحصل فى الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية على تعبيرهم يستقل بوضع نظام واحد ويلزم الناس بذلك كما قال العاتى فرعون (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) الناس كلهم تبع لى
والحالة الثانية فى النظام الوضعى القانون هو الذى يحكم لكن ليس بوضع فرد إنما بوضع يعنى مجلس ينوب عن الأمة كما هو الحال فى الأنظمة التى يعتبرونها ديمقراطية ويعنى فيها برلمانات تمثل الشعب هذه الفئة هى التى تضع هذا النظام
إخوتى الكرام سواء وُضع النظام من قبل فرد أو من قبل جماعة بقى كما قلت هذا الفرد أو هذه الجماعة هى التى استعلت على الرعية وما وضع كل واحد من الرعية هذا النظام استعلت على الرعية بوضع هذا النظام وحتما عندما تضع النظام طبقة ممتازة تضع النظام على حسب رأى الأكثرية تضع على حسب ما يوافقها ويوافق أهواءها ومصالحها والواقع كذلك
ولذلك يعنى ترى دائما يأخذ هؤلاء امتيازات وحقوق ليست للمساكين المستضعفين من الفلاحين وغيرهم وهؤلاء دائما امتيازات ولهم كما يقال حصة الأسد فى الأنظمة التى اخترعوها ووضعوها لكن مع ذلك كما قلت النظام إذا كان حاكما هذا يعنى أعظم وأحسن حكم