{إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون * وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين *إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم *فتوكل على الله إنك على الحق المبين} [النمل/76-79]

الفارق الحادى عشر

شرع الله جل وعلا محترم مقدس وكيف لا وهو شرع الله عز وجل ولا يوجد مهما كان حاله يحترمه العباد فى السير والعلن وفى جميع الأحوال كما هو الحال فى شرع ذى العزة والجلال قد تلك القوانين قد يتظاهر الناس باحترامها من أجل يعنى مصالح عاجلة أو من أجل عقوبة عاجلة أما شريعة الله جل وعلا يعنى الناس يحترمونها فى السر أكثر من احترامهم لها فى العلن لأن الله جل وعلا هو الذى يطلع على ما فى السرائر والضمائر سبحانه وتعالى شريعة مقدسة شريعة محترمة هى شريعة الله جل وعلا المتقنة

ولذلك إخوتى الكرام هذه الشريعة للمبالغة فى قداستها واحترامها جعل الله كتابه لا يُمس إلا بطهارة وما عداه من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام وكتب الفقه وغير ذلك من كتب العلوم الشرعية من الأدب باتفاق أئمتنا إلا تُمس إلا على طهارة هذا من الأدب إذا أردت أن تقرأ كتاب فقه أن تكون طاهرا

وكان سيدنا الإمام مالك وعدد من الأئمة لا يحدثون إلا على طهارة ولا يمسوا كتب الحديث إلا إذا كان طاهرا ويراد بالطهارة هنا الطهارة من الحدث الأصغر فضلا عن الطهارة من الحدث الأكبر

وانظروا تقرير هذا عن سلفنا فى كتاب الجامع لأخلاق الراوى وآداب السامع للإمام الخطيب البغدادى فى الجزء الأول صفحة تسع وأربعمائة بوب الطهارة لسماع الحديث لرواية الحديث ثم قال من لم يجد بابا أيضا خاصا من لم يجد ماء تيمم وإذا أراد أن يمسك كتاب الحديث أو أن يحدث ولا يوجد ماء يتيمم يعنى من أجل احترام هذه الشريعة المطهرة من أجل احترام هذه الكتب التى حوت شريعة الله المطهرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015