قول الله (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) احتمل أكثر من معنى احتمل الواحد الذى يعظم نفسه واحتمل الجمع فَرُدَّ هذا إلى المحكم وعليه واحد عظم نفسه افهم هذا على حسب ما جاء فى (هن أم الكتاب) وهى النصوص المحكمة التى لا تحتمل إلا معنى واحدا قطعيا
والمعنى الثالث للمحكم والمتشابه فى حال تقابلهما المحكم تقدم معنا ما عُرف المراد منه فى المعنى الأول ما استأثر الله بعلمه ما احتمل معنى واحدا وما احتمل عدة معانى
المعنى الثالث المحكم ما عُرف المراد منه بنفسه والمتشابه ما عُرف المراد منه بغيره ما احتاج إلى غيره ليظهر المراد منه وعليه فهنا التشابه تشابها خاصا
الشاهد إخوتى الكرام (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها)
المراد من التشابه هنا التشابه العام الذى هو بمعنى الإحكام العام يعنى متماثلة فى الفصاحة والبلاغة والإعجاز كما هو متماثل متشابه فى الأهداف الشريفة والغايات الحميدة (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها)
الفارق التاسع من الفروق بين شرع الخالق والمخلوق
شرع الله جل وعلا إخوتى الكرام حياة العالم وروح الوجود كما أنه تقدم معنا هداية العالم ونور العالم وفكل ما لم تطلع عليه شمس الرسالة المحمدية على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فهو فى ظلمة وكل ما لم تطلع عليه شمس الرسالة المحمدية على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فهو ميت مظلم ميت
أشار الله جل وعلا إلى هذا المعنى وأنه بشرعه تحصل الحياة
{أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون} [الأنعام/122]
وقال جل وعلا فى آخر سورة الشورى