روى الإمام الترمذى فى سننه وقال هذا حديث حسن غريب والحديث رواه الإمام الدارمى فى سننه وهو من رواية عطية ابن سعيد العوفى إخوتى الكرام والإمام الترمذى يحسن له دائما وحوله كلام على كل حال الحديث له شواهد من رواية سيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا أبى هريرة رضى الله عنهم أجمعين مرفوعا متصلا وله شواهد من رواية شهر ابن حوشب وهو تابعى مرفوعا مرسلا إلى نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه
انظروا تفصيل الكلام على هذه الشواهد فى الفتح فى الجزء التاسع صفحة ست وستين من كتاب فضائل القرآن بوب الإمام البخارى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا باباً يشير به إلى عنوان هذه المسألة
قال باب فى فضل كلام الله على سائر الكلام
هذه الترجمة هى عنوان الحديث الذى سأذكره
والحديث كما قلت فى سنن الترمذى وسنن الدارمى من رواية سيدنا أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه وأرضاه عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال (يقول الرب عز وجل من شغله القرآن وذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر الخلق)
(من شغله القرآن وذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين)
من اشتغل بعبادة الله وذكره وبطلب العلم وما تفرغ لأن يسأل ربه حوائجه لأنه مشغول بدعاء العبادة الله جل وعلا يعطيه أفضل ما يعطى السائلين
(وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر الخلق)
إذاً هذا مستمد من الخالق وذاك مستمد من المخلوق ولذلك إخوتى الكرام أول ما نزل على نبينا عليه الصلاة والسلام خمس آيات من سورة اقرأ من سورة العلق افتُتحت هذه الآيات بهذه الكلمة الطيبة المباركة اقرأ باسم ربك الذى خلق
اقرأ باسم ربك هذا من الله مستمد منه {اقرأ باسم ربك الذي خلق*خلق الإنسان من علق *اقرأ وربك الأكرم *الذي علم بالقلم*علم الإنسان ما لم يعلم} [العلق/1-5]