من ربنا من سيدنا من مالكنا من إلهنا سبحانه وتعالى هذا الشرع مستمد منه مأخوذ منه وهو وضع للأمر فى موضعه وأما شرع الإنسان القوانين الوضيعة الوضعية هذا مأخوذة من الأفكار الإنسانية وحقيقة أكبر عار أن يعبد الإنسان غيره ممن هو على شاكلته لا يملك لنفسه فضلا عن غيره نفعا ولا ضرا, كيف تعبد غيرك والحكم هذا سنام العبادة القوانين والتشريع هذا سنام العبادة أعلى شىء فيها يعنى عندما تعطى لغيرك حق التشريع فقد عبدته عبادة عظيمة هى أعظم العبادات عندما جعلته يشرع لك وأنت تلتزم بشرعه وتتقي به فعبدته من دون ربك سبحانه وتعالى
فهذا إخوتى الكرام لا بد من أن نعيه ولا ينبغى للمخلوق أن يقبل غير شرع خالقه ومما يقوله الشاعر المتنبى وهذا البيت حقيقة من الحكم والدرر يقول:
تغرب لا مستعظما غير نفسه ولا قابلا إلا لخالقه حكما
يعنى إياك أن تقبل حكم غيرك ولو أدى ذلك إلى أن تنزح عن وطنك وبلادك وو
وتغرب لا مستعظما غير نفسه ترى أنك أعظم أهل الأرض لا احتقارا للعباد إنما من أجل وضع الأمر فى موضعه هذا لا بد إخوتى الكرام من وضعه وأما أنك دون وأن الناس فوقك يشرعون لك وأنت تلتزم بشرعهم لا ثم لا أنت عبد لله جل وعلا فهذا لا بد من وعيه
تغرب لا مستعظما غير نفسه ولا قابلا إلا لخالقه حُكما
لا تقبل إلا حكم الله وبعد ذلك نفسك عظيمة عظيمة عظيمة كما قلت ليس امتهانا لنفوس الناس إنما من أجل أن يوضع كل شىء فى موضعه وأما أن يعظم بعضنا بعضا وأن يشرع بعضنا لبعض فهذا هو الضلال,
هذا مستمد من الله وذاك مستمد من مخلوق والفرق بين الشرعين كالفرق بين الخالق وخلقه يعنى الفرق بين شرع الله وشرع المخلوقات كالفرق بين رب الأرض والسماوات وبين المخلوقات وشتان شتان شتان شتان