هذا لا بد إخوتى الكرام من وعيه إنما جُرِّدت هذه المباحث كما قلت صار هناك اختصاص فى هذه العلوم وتمييز لبعضها عن بعض فوُضع علم الفقه الذى يبحث فى ثلاثة أمور فى العبادات فى المعاملات فى الحدود والعقوبات فى كتب مستقلة أما بعد ذلك التعلق بالآخرة والتعلق بالله والزهد فى الدنيا والتطلع إلى ما عند الله هذا لا بد منه وهذا روح الأعمال, هذا روحها
الأعمال الشرعية هى بمثابة البدن وقصد وجه الله فيها هذا بمثابة الروح, روح من غير بدن لا ينتفع بها لا بد إخوتى الكرام من روح مع بدن ولذلك من اعتدى على بدنه فقد عطل روحه من قطع رقبته من نحر نفسه من انتحر عطل روحه عندما أخرجها من بدنه وهكذا عندما يصلى صلاة على غير شرع الله وقال أنا أريد وجه الله تُقبل؟ يا إخوتى لا تقبل أنا روح من غير عمل روح من غير بدن ولا بد لكل عمل من امرين اثنين أن تريد به وجه الله وأن تتبع رسول الله عليه الصلاة والسلام تتبع شرع الله وأما أن تصلى على حسب رأيك وأن تبيع على حسب مزاجك ثم بعد ذلك تقول أنا أريد وجه الله وقلبى متعلق بالله لا يا أيها الإنسان أنت مخطىء فلا بد من أن تعبد الله جل وعلا كما يريد لا كما تريد أنت فهذه المباحث ينبغى أن تُمزج كما قلت بالتذكير والتعلق بالله الجليل والإنابة إلى دار الخلود والزهد فى دار الغرور هذا لا بد من أن يمزج كما قلت هذه المباحث لكن لا بد بعد ذلك من أن تُفصل وتكون فى كتب خاصة من أرادها ليعرف أركان الصلاة شروط الصلاة سنن الصلاة وهكذا بقية الأمور فهذا إخوتى الكرام لا بد من وعيه وأما أن يُقال يعنى هذا العلم غُيِّر لا ما غُيِّر
علم الفقه يراد منه كيف يتعامل الناس فى هذه الحياة مع أنفسهم ومع بعضهم ومع ربهم سبحانه وتعالى بعباداتهم ومعاملاتهم وما يترتب بعد ذلك على تصرفاتهم إذا جاوزا حدود الله من حدود وعقوبات هذا لا بد من وعيه وضبطه وأما أن نقول هذا العلم غُيِّر إلى هذه المباحث لا ما غُيِّر