قال فكان ينزل فى وسط السير عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما ويمتنع من مواصلة السير ينزل يعنى ليستريح فإذا نزلنا يقول قام وبدأ يناجى الله ويقرأ كلام الله جل وعلا ويكثر فى ذلك نشيجه ويقول نحن نسمع نزلنا يعنى ونزلوا ليستريحوا ليناموا متى ما انتصف الليل انتهى ما بقى شىء يجعل الآن من منتصف الليل إلى السحر هذه مناجاة لله عز وجل هذا فى سفره فماذا كان يفعل فى حضره حقيقة كما قلت قِس الحضر على السفر واعلم ماذا سيكون حاله من جد واجتهاد فى طاعة رب العباد هذا فى السفر إذا صار نصف الليل نزل ثم بعد ذلك قام يناجى الله عز وجل وقال نحن نسمع نشيجه أى حرقته وشدة بكائه عندما يناجى ربه ويتلو كلام الله جل وعلا

حقيقة هذا حاله ولذلك إخوتى الكرام علم مع عمل نتج من ذلك حكمة

وكان يقول رضى الله عنه وأرضاه كما فى الحلية أيضا فى المكان المتقدم صفحة ثمان وعشرين وثلاثمائة مخاطبا نفسه عندما يمسك لسانه يا لسان قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم))

ومن حكمته وبصيرته كان يتحدث عن أحوالنا ويصف زماننا فاستمعوا لهذه الكلمة التى قالها وكأنه كان ينظر إلينا إلى الغيب الذى وقع فينا فى هذه الأيام من ستر رقيق يقول كما فى الحلية أيضا فى المكان المتقدم (يأتى على الناس زمان يُعرج فيه بعقول الناس حتى لا تجد أحدا ذا عقل) كأنه يعيش بيننا وعرف أحوالنا يأتى على الناس زمان يُعرج فيه بعقول الناس حتى لا تجد أحدا ذا عقل العقول ذهبت وهذا الكلام إخوتى الكرام الذى قاله هذا الصحابى المبارك الهمام أخذه حقيقة من كلام نبينا عليه الصلاة والسلام

روى الإمام أحمد فى المسند والحديث رواه الطبرانى فى معجمه الأوسط من رواية سيدنا النعمان ابن بشير رضى الله عنهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015