فبلغ ذلك سيدنا عليا رضى الله عنه وأرضاه فقال ويح ابن عباس وفى رواية ويح أم ابن عباس رضى الله عنهم وأرضاهم
وهذه الكلمة إخوتى الكرام ويح
إما أنه قالها رضىً بما صدر من ابن عباس وهى كلمة مدح وتعجب لما صدر منه كأنه يقول يعنى أتعجب من ابن عباس وأمدحه وأنا أرضى ما قاله وأرجع إليه ليتنى ما حرقت وقتلت كما أشار ابن عباس رضي الله عنه هذا أحد الاحتمالين
الاحتمال الثانى أنها كلمة رحمة وتوجع لسيدنا عبد الله ابن عباس كأنه كان يترحم عليه يتوجع عليه كيف يعترض والنهى فى حديث النبي عليه الصلاة والسلام (لا تعذبوا بعذاب الله) ليس للتحريم إنما هو ليعنى التنزيه ولخلاف الأولى وعليه لا اعتراض علىَّ فى فعلى أنا فعلت ما هو جائز وكأنه يقول ويحه يعنى أنا أترحم عليه أتوجع عليه كأنه ما عرف مراد النبى عليه الصلاة والسلام من قوله لا تعذبوا بعذاب الله المراد أن هذا خلاف الأوْلى ومكروه كراهة التنزيه لكن من فعله لا يُعترض عليه وما ارتكب حراما
والذى يظهر والعلم عند الله أن الأول الذى ذكرته أولى وأن سيدنا على رضى الله عنه وأرضاه يعنى يقول حقيقة لو وقفت يعنى ظاهر الأمر وما حرقت لكان أولى وسيدنا على رضى الله عنه حرقهم بعد أن قتلهم
وهذا لا بد من وعيه إخوتى الكرام قتلهم ثم حرقهم وترك تحريقهم أولى
قال الحافظ فى الفتح فى الجزء الثانى عشر صفحة سبعين ومائتين عند الحديث المتقدم فى كتاب استتابة المرتدين والزنادقة عند باب قتل المرتد من صحيح البخارى قال أبو المغفر الإسفرايينى فى كتابه الملل والنحل الذين قتلهم سيدنا على رضى الله عنه هم قوم من غلاة الروافضة ادعوا فيه الألوهية
قال الحافظ ابن حجر هذا الذى قاله أبو المغفر الإسفرايينى له أصل فيما رواه أبو طاهر المخلص فى الجزء الثالث من أجزائه بسند حسن
أن غلام سيدنا على رضى الله عنه وأرضاه قندر جاء إليه
وقال ها هنا فى الباب قوم يقولون إنك ربهم إنك إلههم