وهمة سيدنا عبد الله ابن عباس مصروفة إلى التفقه والاستنباط وتفجير النصوص وشق الأنهار منها واستخراج كنوزها وهكذا الناس بعده قسمان يعنى الطيبان النافعان قسم الحفاظ معتنون بالضبط والحفظ والأداء كما سمعوا لا يسنبطون ولا يستخرجون كنوز ما حفظوه وقسم معتنون بالاستنباط واستخراج الأحكام من النصوص والتفقه فيها
انتبه فالأول حفاظ كأبى زُرعة وأبى حاتم وابن داره وقبله كبندار محمد ابن بشار 46:5 وعبد الرزاق وقبلهم كمحمد ابن جعفر بندر وسعيد ابن أبى عروبة وغيرهم من أهل الحفظ الإتقان والضبط لما سمعوه من غير46:20سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنهم أجمعين حقيقة لكان أولى فهو فقيه هذه الملة المباركة المرحومة كأبى حنيفة ومالك هذه أبى حنيفة منى زيادة كأبى حنيفة ومالك والشافعى والأوزاعى وإسحاق والإمام أحمد ابن حنبل نعم معهم لا شك لكن أدخل أبى حنيفة رضى الله عنهم أجمعين كمالك والشافعى والأوزاعى وإسحاق والإمام أحمد ابن حنبل والبخارى وأبى داود ومحمد ابن نصر المروزى وأمثالهم ممن جمع الاستنباط والفقه إلى الرواية فهاتان الطائفتان هما أسعد الخلق بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم وهم الذين قبلوه وورفعوا به رأسا
وتقدم معنا إخوتى الكرام يعنى تقرير هذا سابقا أن الفقهاء أطباء والمحدثين صيادلة وذكرت بعض الوقائع التى وقعت للمحدثين فما استطاعوا أن يجيبوا فيها بكلمة حتى أُحيلت إلى من يفجرون النصوص ويستنبطون منها فأجابوا بالحكم الشرعى رضى الله عنهم وأرضاهم فسيدنا أبو هريرة رضى الله عنه راوية الإسلام حافظ الإسلام حقيقة وسيدنا عبد الله ابن عباس فقيه الإسلام ترجمان القرآن فدرجته أعلى من درجة سيدنا أبى هريرة قطعا وجزما رضى الله عنهم أجمعين