الوجه الثالث: إدعاء كون الأسماء الحسنى، وما تدل عليه من صفات علا هي الذات، ادعاء باطل مرفوض، لأن الأسماء وما تدل عليه من صفات تطلق على الذات وتقوم بها وليست هي الذات.

... وأما تناقض ذلك القول: ففي منتهى الظهور والوضوح، لأن الذي دعاهم إلى نفي الصفات خشية التشبيه حيث قالوا: إثبات الحياة والعلم والقدرة وغيرها من الصفات يقتضي تشبيه الخالق بالمخلوقات، لأنا لا نعلم في الشاهد متصفاً بالصفات إلا ما هو جسم، وهذا الوهم الذي تخيلوه من إثبات الصفات يلزمهم أيضاً في إثبات الأسماء لأنا لا نجد في الشاهد ما هو مسمى حي عليم قدير إلا ما هو جسم، فإن ما نفيت لكونك لم تجده في الشاهد إلا للجسم فأنف الأسماء بل وكل شيء، لأنك لا تجده في الشاهد إلا للجسم (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015