رُوى هذا مرفوعا إلى نبينا عليه الصلاة والسلام بسندن ضعيفين عن صحابيين اثنين عن سيدنا أنس ابن مالك رضى الله عنه وأرضاه كما فى جامع بيان العلم وفضله فى الجزء الأول صفحة خمس وأربعين وفى كتاب الفقيه والمتفقه عن سيدنا على فى الجزء الأول صفحة اثنتين وعشرين عن سيدنا أنس فى جامع بيان العلم وفضله وعن سيدنا على فى كتاب الفقيه والمتفقه, عن سيدنا على وأنس رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين أيضا أن رجلا جاء إلى نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام وقال أخبرنى بأحب الأعمال إلى الله بأفضل الأعمال إلى الله لأتقرب بهذا العمل إليه قال له تفقه فى الدين تعلم كما ورد فى الأثرين المتقدمين
إخوتى الكرام كما قلت الأثران ضعيفان والمعنى صحيح فيهما والأثران الموقوفان المتقدمان يغنيان عنهما أى عن هذين الأثرين المرفوعين فإن يعنى لم يقويا بالأثرين الموقوفين فالأثران الموقوفان فيهما دلالة كما قلت على هذا على أن أحاديث الفضائل كما قرر أئمتنا يُتسامح فيها وما كان أئمتنا يتشددون فى ذلك كما تقدم معنا مرارا وانظروا كلام حافظ الدنيا فى زمانه الإمام ابن عبد البر فى ذلك فى جامع بيان العلم وفضله فى عدة أماكن فى صفحة اثنتين وعشرين وواحدة وثلاثين وخمس وأربعين يقول:
أهل العلم بجملتهم يتسامحون فى أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب وإنما يشددون فى أحاديث الأحكام والحلال والحرام
وتقدم معنا مرارا أن الحديث الضعيف يجوز أن يُذكر فى أمر الترغيب والترهيب دون بيان حتى ضعفه فكيف إذا بُيِّن ضعفه فمن باب أولى قال شيخ الإسلام الإمام العراقى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى ألفيته الشهيرة
وسهلوا فى غير موضوع رووا من غير تبيين لضعف ورأوا
بيانه فى الحكم والعقائد عن ابن مهدى وغير واحد
إذاًُ إخوتى الكرام لا بد من التفقه فى دين الرحمن وإذا ما تفقه الإنسان يعرض نفسه للمخاطر والآثام فى العاجل والآجل