المعنى الأول الفقه عبادة عظيمة جليلة فخيمة لا يوجد عبادة تعدلها فهى أعنى عبادة التفقه فى الدين أفضل من الصلاة وأفضل من الصدقة وأفضل من الجهاد وأفضل من سائر العبادات ما عُبد الله بمثل التفقه فى الدين
أن هذه العبادة لايعدلها عبادة يتقرب بها المتقربون إلى الحى القيوم
والمعنى الثانى الذى يحتمله هذا الأثر العبادة بالفقه هى المعتبرة عند الله ولها أثر عظيم وهى التى تُتَقبل فكأنه يقول ما عبد الله بعبادة فيها فقه وعليه سائر العبادات ينبغى أن يكون فيها فقه لأن العبادة من غير فقه لا تقبل عند الله عز وجل ما عبد الله بعبادة كالعبادة التى فيها فقه وعلى بينة وبصيرة
والذى يظهر من كلام الإمام الزهرى أن المعنى الأول أظهر يريد أن يبين منزلة التفقه فى الدين على سائر العبادات ما عبد الله بمثل التفقه فى الدين
قال الإمام البيهقى بعد أن روى هذا الأثر كما قلت فى المدخل إلى السنن وقد رُوى هذا بإسناد آخر ضعيف مرفوعا إلى نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه يعنى هذه الجملة ما عبد الله بمثل التفقه فى الدين ثابتة عن الإمام الزهرى لكن رُويت أيضا مرفوعة إلى نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام بإسناد ضعيف والحديث الذى أشار إليه الإمام البيهقى رواه البيهقى فى المدخل إلى السنن وفى شعب الإيمان وانظروه فى سنن الدار قطنى أيضا فى الجزء الثالث صفحة تسع وسبعين ورواه الطبرانى فى معجمه الأوسط كما فى المجمع فى الجزء الأول صفحة واحدة وعشرين ومائة وهو فى كتاب جامع بيان العلم وفضله وكتاب الفقيه والمتفقه ورواه الإمام الآجروى فى كتاب أخلاق العلماء والإمام السمعانى فى كتاب أدب السماع والاستماع فى صفحة ستين وهو فى حلية الأولياء لإبى نعيم وفى كتاب رياضة المتعلمين له أيضا ورواه الإمام احمد ابن منيع فى مسنده وهكذا القُضاعى فى مسنده