الأمر الأول قلت جميع أمور الدين يشترط لها العلم والتفقه فى دين الله عز وجل فعمل من غير علم لا يقبل
الأمر الثانى صاحب الفقه فى الدين على بصيرة فى هذه الحياة وعليه إذا أراد بعلمه وجه رب الأرض والسماوات هو مصون بعون الله وتوفيقه من الشهوات والشبهات
وأما العابد الذى لم يأسس أموره على هدى وبينات فهو عرضة للمسومات ممكن شهوة تغويه أو شبهة أيضا تغويه شهوة تطغيه شبهة تغويه وأما من أراد بعلمه وجه الله وهو على بينة فهو لا يتزحزح عن مبدأ الحق لو وضعوا الشمس فى يمينه والقمر فى يساره
إخوتى الكرام ولأجل ذلك كان المقرر فى شريعة رب العالمين أنه لا يُعبد رب العالمين بمثل الفقه فى الدين , لا يوجد عبادة يتقرب بها الناس إلى الله بمثل التفقه فى دين الله عز وجل
ثبت هذا الأثر عن الإمام الزهرى رحمة الله ورضوانه عليه وهو من أئمة التابعين الكرام توفى سنة خمس وعشرين ومائة وحديثه فى الكتب الستة محمد ابن مسلم ابن شهاب الزهرى أبو بكر الحافظ الفقيه متفق على جلالته وإمامته وإتقانه رضى الله عنه وأرضاه قال هذا العبد الصالح
(ما عُبد الله بمثل الفقه فى الدين)
وهذا الأثر مروى عنه فى كتاب جامع بيان العلم وفضله فى عدة أماكن فى الجزء الأول صفحة أربع وعشرين وصفحة ست وعشرين وصفحة واحدة وخمسين ورواه عنه الخطيب فى كتابه الفقيه والمتفقه فى الجزء الأول صفحة ثلاث وعشرين وانظروه فى المدخل إلى السنن للإمام البيهقى فى صفحة ثمان وثلاثمائة وهو فى حلية الأولياء فى ترجمة محمد ابن شهاب الزهرى
(ما عُبد الله بمثل التفقه فى الدين)
قال الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى مفتاح السعادة فى الجزء الأول صفحة تسعة عشر ومائتين وهذا الكلام يحتمل معنيين
ما عُبد الله بمثل التفقه فى الدين يحتمل معنيين اثنين كل منهما صحيح