قال الإمام الألوسى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وإذا وليها الفعل الماضى تفيد هذا وإذا كان بالإمكان أن يتدارك الإنسان الأمر فى المستقبل فتفيد أيضا اللوم على الماضى وطلب هذا وحصوله وتداركه فى المستقبل أى الأمر به بالمستقبل كما هو الحال لو وليها الفعل المضارع ومنه معنى الآية التى فى سورة التوبة فلولا نفر, نفر فعل؟ نعم فإذا هى كأن الله يعاتب الذين لا ينفرون للجهاد فى سبيل الحى القيوم ولطلب العلم لكن بما أنه عندك فسحة وسعة من الأجل بإمكانك أن تتدارك ما فات وأن تجاهد وأن تتعلم فإذا وليها الفعل الماضى تفيد اللوم والتوبيخ على عدم حصول المطلوب لكن بما أنه بإمكانك أن تتدارك هذا فإذا يجب عليك أن تتداركه فى المستقبل
لولا إذا وليها فعل فهى للتحضيض إن كان الفعل مضارعا للتحضيض لطلب هذا بحث كما قلت وإلحاح فى المستقبل ,إن كان ماضيا ولا يمكن تداركه لوم وتوبيخ وهلا جرى منكم ذلك فى الزمن الماضى وإذا كان يمكن تداركه تفيد الأمر أيضا به فى المستقبل والعلم عند الله جل وعلا
قال الإمام الرازى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وإنما كان معنى لولا هلا لو ما كان معناها التحضيض لأنها مركبة يقول من أمرين اثنين لولا لو ما بمعنى هلا للتحضيض أصلها هل لا هل فعلت سؤال تستفسر تسأل تستخبر هل فعلت بما أنه لم يفعل ولم يجر هذا منه فتنفى الفعل لا فإذا هلا أصلها هل فعلت لا لم تفعل وكان ينبغى عليك أن تفعل فأفادت التحضيض هل فعلت المطلوب لا للآن ما فعلته وهذا من لطافة العرب وظرافتهم, فلاختصار الكلام قالوا هلا لولا لو ما أصلها هل فعلت لا للآن لم تفعل وهذا مطلوب لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون هل استغفرتم ما جرى منكم هذا للآن فأتى ربنا جل وعلا بلولا بهلا بلو ما كما قلت التى تفيد التحضيض هل لا أصلها هكذا هل لا هل فعلت لم تفعل للآن ما ينبغى أن تفعله فتداركه فى المستقبل والعلم عند الله جل وعلا