والمعنى الثانى أنها لا زالت مرتبطة أيضا بأحكام الجهاد فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة نفرت لتجاهد ولتتفقه فيحصل لها صفتان متلازمتان جهاد وتفقه وقلت الفقه الذى سيحصل لهم كما تقدم معنا كلام سيدنا الحسن البصرى رضى الله عنه وعن المسلمين أجمعين أنهم سيرون عظيم آيات الله حيث سينزل السكينة على عباده المجاهدين وسيخذل أعداءه المجرمين وقلت فى ذلك تقوية لإيمان المؤمنين وهذا فقه عظيم فى الدين
تقدم معنا تقرير هذا إخوتى الكرام هذا على أن الآية مرتبطة لا زالت بأحكام الجهاد وقلت إخوتى الكرام يمكن يكون هناك معنى ثالث على أن الآية لا ارتباط لها بأحكام الجهاد ولا تتحث عن أحكام الجهاد إنما جاءت الآية لتتكلم عن عبادة ثالثة بعد أن ذُكر عبادتان عظيمتان لا تحصل واحدة منهما إلا بالسفر عبادة الهجرة وعبادة الجهاد وهنا ذر الله عبادة ثالثة وهى طلب العلم فلا يحصل العلم النافع كما تقدم معنا إلا بشد الرحل من أجل أن يتلقى العلم من أرجاء الأرض من الشيوخ الصالحين وعليه هنا فلاولا نفر من كل فرقة منهم طائفة هذا النفر الانزعاج الخروج من أجل أى شىء من أجل طلب العلم فقط بعد أن ذكر عبادتان كما تقدم معنا هجرة وجهاد تحصلان عن طريق السفر هنا عبادة ثالثة أيضا لا بد لها من سفر فلولا نفر خرج من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون
إخوتى الكرام مر معنا بيان الآية إنما عندى أمران أحب أن أنبه عليهما قبل أن أسرد الأحاديث الأربعة التى وعدت بسردها وذكرها فى هذه الموعظة وتدل على منزلة التفقه فى الدين ومكانة علم الفقه بين علوم الدين