لا يفقهون القليل منا يقابل الكثير لمَ لأنهم لا يفقهون لأنهم لا يقاتلون فى الأصل من أجل غاية معتبرة وهى الجهاد فى سبيل الله لينالوا رضوان الله وهم عندما يقاتلون فى سبيل الطاغوت لا يضعون فى حسابهم حسبانهم إلا الأمور الحسية والمادية وأما بعد ذلك لطف رب البرية فهذا ليس على اعتبارهم وليس فى أذهانهم وأما نحن فنرجو نصر الله ونؤمل رحمة الله ونطمع بالشهادة ونحصل الخيرات فى جميع الجهات عندما نقاتل

ولذلك هنا يقول الله جل وعلا (وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون)

هذ الفقه عن الله جل وعلا وهو أن الله جل وعلا ينصر جنده ويؤيد الصادقين من عباده {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون}

الآية الرابعة إخوتى الكرام فى سورة نبى الله هود على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه {قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز} [هود/91] علم مع فهم وفطنة

والآية الخامسة فى سورة الإسراء فيها يقول رب الأرض والسماء سبحانه وتعالى {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا} [الإسراء/44] لا تفقهون والسبب فى ذلك أننا لا نسمع صوت الجمادات والمخلوقات والتى نسمع صوتها من العجماوات يختلف عن صوتنا فلا نعلم ما تريد لكنها تسبح الله جل وعلا (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)

وهكذا قول الله جل وعلا فى سورة طه مخبرا عن نبيه وكليمه موسى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه أنه قال {قال رب اشرح لي صدري* ويسر لي أمري* واحلل عقدة من لساني *يفقهوا قولي} [طه/25-28]

وفى سورة الحشر يقول الله عز وجل {لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون} [الحشر/13]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015