قال اشرب فبعد أن شرب فقال يا أمير المؤمنين إذا احتبس هذا الماء فى بطنك وما استطعت أن تخرجه كم تدفع ثمنا لإخراجه؟
قال ادفع نصف ملكى الآخر
قال يا أمير المؤمنين إن ملكا لا يسوى بولة لا يبنبغى أن ينافس الإنسان فيه يعنى ملكك من أوله لآخره لا يسوى بولة ثمن بولة تشرب شربة الماء ثم تخرجها تقول ادفع نصف ملكى ثمن شربة الماء ثم ادفع النصف الآخر لإخراج هذه الشربة التى استقرت فى بطنى إذا ما خرجت تقتل الإنسان {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} وهذه نعمة الله علينا الماء فكيف بالهواء وتقدم معنا لو كان الهواء يحتاج إلى كلفة منا أو ثمن لمات أكثر المخلوقات الهواء وهو أعظم من الماء بكثير {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}
إخوتى الكرام هذا العبد الصالح القانت كما قال عنه الإمام الذهبى سيد الوعاظ حقيقة له كلام فى الوعظ عجيب منه ما يتعلق بموضوعنا فى أمر العلم كان يقول عليه رحمة الله كما فى السير
كم شىء إذا لم ينفع لم يضر أشياء كثيرة إذا لم تنفع لا تضر يقول لكن العلم إذا لم ينفع ضر فأنت نحو العلم إما أن تنتفع وإما أن تتضرر لأن القرآن حجة لك أو عليك العلم إذا لم ينفع ضر
وهذا الكلام إخوتى الكرام مأثور عن العبد الصالح أبى محمد سفيان ابن عيينة وقد توفى سنة ثمان وتسعين ومائة يعنى بعد محمد ابن السماك كلا سفيان ابن عيينة فى كتاب اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادى عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه فى صفحة خمس وخمسين يقول سفيان ابن عيينة العلم إذا لم ينفع ضر قال الخطيب فى توجيه هذا الكلام قلت إذا لم ينفع بأن لم يعمل به ضر كيف يكون؟
يكون بكونه حجة عليه توجيه هذا الكلام العلم إذا لم ينفع أى لم يعمل به ضر صار العلم حجة عليه العلم إذا لم ينفع ضر
ومن كلام العبد الصالح أيضا محمد ابن السماك ويتعلق أيضا يعنى بطلبنا لنبتعد عن البطالة والجهالة يقول عليه رحمة الله
(همة العاقل النجاة والهرب)