وتقدم معنا أن هذه الأبيات من كلام شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية عليه وعلى أئمتنا رحمات رب البرية وهى آخر شىء نظمه وقاله قبل لقاء ربه بفترة قليلة والأبيات موجودة فى قصيدة تزيد على العشرة أبيات كما قلت فى مدارج السالكين فى آخر الجزء الأول فى حدود صفحة خمس وعشرين وخمسمائة فى آخر الجزء الأول ذكرتها مرارا فى المواعظ الماضية
إذا عيسى وأمه على نبينا وعليهما صلوات الله وسلامه محتاجان والمحتاج لا يصلح أن يكون إلها فاعتقاد النصارى فيهما اعتقاد باطل ما طابق الواقع لعدم وجود دليل يدل عليه
ذكر أئمتنا الكرام فى ترجمة العبد الصالح محمد ابن السماك وهو محمد ابن صبيح بفتح الصاد ابن السماك أبو العباس توفى سنة ثلاث وثمانين ومائة ولم يرو له شىء فى الكتب الستة وترجمه الإمام ابن كثير فى البداية والنهاية فى حوادث سنة ثلاث وثمانين ومائة فى الجزء العاشر صفحة خمس عشرة ومائتين وانظروا ترجمته الطيبة فى السير فى الجزء الثامن صفحة ثمان وعشرين وثلاثمائة ونعته بأنه الزاهد القدوة سيد الوعاظ يقول كما فى المصدر الأول فى البداية والنهاية
كان فى مجلس أمير المؤمنين هارون الرشيد على جميع المؤمنين رحمة رب العالمين فدعا هارون الرشيد بقلة فيها ماء مبرد وهذا كان يعنى أعلى ما يتمكن منه الخليفة فى ذلك الأيام إن أراد أن يشرب الماء يعنى لا ثلاجات وثلج كما هو فى هذه الأيام إنما قلة تبرد الماء وإذا أراد أن يسافر من العراق إلى مكة المكرمة على الدواب وهذا الغنى والفقير على رجليه دعا بقلة فيها ماء مبرد وأراد أن يشرب
فقال محمد ابن السماك عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا يا أمير المؤمنين لا تشرب
قال ولمَ؟
قال حتى أسألك قال سل
قال إن مُنع عنك هذا الكوز من الماء فى هذه اليوم القائظ الحار فكم تدفع ثمنا له؟
قال ادفع نصف ملكى وهو يقول هذا فى حال الاختيار أما فى حال الاضطرار يدفع ملكه كله من أجل شربة ماء