حقيقتا كما قلت قس يعني الحضر علي السفر وأعلم ماذا سيكون حاله من جد واجتهاد في طاعة رب العزة، هذا في السفر، إذا صار نصف الليل نزل ثم بعد ذلك قام يناجي الله عز وجل قال ونحن نسمع نشيجه أي حرقة، حرقته وشدة بكاءه عندما يناجي ربه ويتلو كلام الله جل وعلا، لا إله إلا الله، حقيقتا هذا حاله ولذلك إخوتي الكرام علم مع عمل نتج من ذلك حكمة، وكان يقول رضي الله عنه وأرضاه كما في الحلية أيضا في المكان المتقدم صفحة ثمان وعشرين وثلاث مائة مخاطب نفسه عندما يمسك لسانه:" يا لسان قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم ".

لا إله إلا الله، ومن حكمته وبصيرته كان يتحدث عن أحوالنا ويصف زماننا، فاستمعوا إلي هذه الكلمة التي قالها وكأنه كان ينظر إلينا، إذا الغيب الذي وقع فينا في هذه الأيام من ستر رقيق، يقول كما في الحلية في المكان المشار المتقدم: " يأتي علي الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتي لا تجد أحدا ذا عقل "، لا إله إلا الله، كأنه يعيش بيننا وعرف أحوالنا، يأتي علي الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتي لا تجد أحدا ذا عقل، العقول ذهبت، وهذاالكلام إخوتي الكرام الذي قاله هذا الصحابي المبارك الهمام أخذه حقيقتا من كلام نبينا عليه الصلاة والسلام.

روي الإمام أحمد في المسند والحديث رواه الطبراني في معجمه الأوسط من رواية سيدنا النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: " صحبنا رسول الله صلي اله عليه وسلم وكنا معه فسمعناه يقول إن بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام أخلاقهم بعرض من الدنيا قليل".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015