إن هذه المعجزة صلاحية النصوص الشرعية في كل زمان ومكان لما تحتمله من أحكام شرعية، كشف عنها أئمتنا الفقهاء، إن هذه المعجزة لا تبلى رجَّدتها، وتفنى جدتها، هذه ثروة عظيمة لأئمتنا فلنقف نحوهم موقف يتناسب مع وصفهم رضي الله عنهم وأرضاهم.
انظر إلى هذا الحديث الشريف الذي استنبط أئمتنا ما يشبهه من ما دل عليه من أحكام، وانظر لتخبط المجتهدين في هذه الأيام، ثبت في المسند والسنن الأربع والحديث في موطأ الإمام مالك وسنن الدارمي ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه، والبيهقي في السنن الكبرى وإسناد الحديث صحيح كالشمس من رواية عقبة ونسيبة زوجة ابن أبي قتادة رضي الله عنهم أجمعين من رواية كبشة بنت زوجة بن أبي قتادة رضي الله عنهم أجمعين، قالت دخل عليَّ أبي قتادة وهو والد زوجها فسكبت له وضوء ليتوضأ فجاءت هرةٌ فأصغى لها الإناء وبدأ يسقيها فقالت كبشة رضي الله عنها فلما رآني أنظر قال لعلكي تعجبين أنني أسقي الهرة ثم سأتوضأ من فضل سؤرها، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول [إنها ليست بنجس إنها من الطوفين عليكم والطوافات] أي سؤرها ليس بنجس وإنها إذا شربت من الماء لا تنجسه إلما؟! يشق الاحتراز منها لعله الطواف تدخل إلى بيتك فتشرب من الماء واللبن وتلعق من الطعام بغير اختيارك، فلو حكم بنجاسة سؤرها تبعاً لنجاسة لحمها لتضرر الناس وتعطل كثير من مطاعمهم ومشاربهم، إنها ليست بنجس إنها من الطوفين عليكم والطوافات، قال أئمتنا: هذه العلة التي هي علة هذا الحكم وهو سؤر الهرة طاهر لأنها تطوف قالوا هذه العلة إنها وجدت يثبت هذا الحكم.