الشاهد إخوتى الكرام: {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه فى دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذى علم عليم} هذا محل الشاهد، وأسترسلنا فى قراءة الآيات بعد ذلك وهى خير وبركة {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم} وقال فى حق خليله إبراهيم {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم} ذاك فى العلم وهذا فى الحكم، ذاك فى العلم وهذا فى السلطان، ذاك فى الدعوة وهذا فى السيف، {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات} {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم} إلى أن ينتهى الأمر إلى رب العالمين سبحانه وتعالى.
إذاً إقتصرت على هذين المثالين وآثرت ذكرهما من الأمثلة الكثيرة المتعلقة بسياسة أنبياء الله ورسلنا على نبينا وعليهم جميعاً صلوات الله وسلامه التى ذكرها الله فى كتابه، لأشير إلى أمر لا بد منه، هناك كما قلنا سياسة علمية لتأييد دين رب البرية، وهنا سياسة حكمية فى الحكم والسلطان لتأييد دين الرحمن، ودين الله يتقوى بهذين الأمرين بحجة وبرهان، وبسلطان معه سيف والسنام، ولذلك إذا إفترق هذان الأمران، إذا نحينا الدين عن السياسة تخبطت الحياة وفسدت، فالعلماء الذين يحملون الدين سيكون فى رحمة وعطف ورعاية الكافرين الملعونين، أوليس كذلك؟ علماء عندهم حجة وبرهان، لكن ليس معهم سلطان ولا سيف ولا سنام من الذى سيرعى شؤونهم؟ ومن الذىسيحكمهم؟ ومن الذى سيدبر أمورهم فى هذه الحياة؟ ينفذ شرع الشيطان شيطان من الشياطين.