هذه المناظرة ما قيمتها يا أحكم الحاكمين؟ أنت بكل شئ عليم ما قيمتها؟ {وتلك حجتنا} هذه هى السياسة العلمية، الحجة القوية {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم} و {فوق كل ذى علم عليمْ} فى قصة نبى الله يوسف وهى المثال الثانى الذى سأذكره.
ولننظر فى تعليق ربنا جل وعلا وتعقيبه على هاتين القصتين، سياسة بالعلم وسياسة بالحكم {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم} إذاً رفع الله درجته بما مَّن عليه بهذه السياسة العلمية المثلى التى كبت بها الباطل وأهله، ودمغهم وأظهر الحق ونصره، سياسة علمية لدفع المضرة عن الأديان ولنصر دين الرحمن، هذه سياسة أم لا؟ القيام على الشئ بما يصلحه، رعاية الشئ على حسب قواعد الحكمة والعدل والإنصاف، فهم يرون أن هذه الكواكب آلهة، أنا سأسايركم فى إعتقادكم لنصل بعد ذلك إلى حق ينبغى أن نكون عليه أنا وأنتم، هذه آلهة تذهب وتغيب وتختفى، لا بد من إله حى قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم فاطر السماوات والأرض، إذاً سياسة علمية يقول ربنا معقباً عليها وما بحلها وماناً على خليله إبراهيم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه إن ربك حكيم عليم} .