ب) المعنى الثاني للتأويل، وهو تفسير الكلام وهذا هو الغالب على اصطلاح المفسرين للقرآن، كما يقول الإمام ابن جرير وأمثاله من المصنفين في التفسير: واختلف أهل التأويل، أي: أهل التفسير، وعلى هذا القول يتنزل ما نقل عن ابن عباس، ومجاهد، ومحمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن إسحاق، وابن قتيبة وغيرهم من أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله المتشابه، أي: تفسيره، ويرون عطف قوله: "والراسخون في العلم" على لفظ الجلالة، في قوله – جل جلاله –: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} آل عمران7 (?) وهذا حق بهذا الاعتبار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015