فمن قال: رأيت أسداً يحمل سيفاً، حمل لفظ الأسد "في قوله على الرجل الشجاع، لدلالة سياق الكلام، وموافقة ذلك لمراد المتكلم، وهو تأويل صحيح على هذا القول. وأما من تأويل قول الله – جل وعلا –: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} طه5باستولى، فهو تأويل باطل لا حقيقة له، وهو من باب التحريف لكلام الله – جل وعلا – عن مواضعه، والإلحاد في أسماء الله وآياته كما في درء تعارض العقل والنقل، وقال الشيخ ابن تيمية – عليه رحمة الله تعالى – وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة – رضي الله تعالى عنهم – وما رووه من الحديث، ووقفت من ذلك على ما شاء الله – تبارك وتعالى – من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير، فلم أجد – إلى ساعتي هذه – عن أحد من الصحابة الكرام – رضي الله تعالى عنهم – أنه تأول شيئاً من آيات الصفات، أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف، بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته، وبيان أن ذلك من صفات الله – جل وعلا – وما يخالف كلام المتأولين مالا يحصيه إلا الله – عز وجل – وكذلك فيما يذكرونه آثرين وذاكرين عنهم شيء كثير، والذي أقوله الآن وأكتبه – وإن كنت لك أكتبه فيما تقدم من أجوبتي، وإنما أقوله في كثير من المجالس –: إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات، فليس عن الصحابة الكرام – رضي الله تعالى عنهم – اختلاف في تأويلها (?) .