والسبب فى المقت الظلام الذى خيم على البشرية قبل بعثة خير البرية صلى الله عليه وسلم، إلا بقايا من أهل الكتاب الذين يتمسكون بالدين الحق الذى كان عليه عيسى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال الله، أى لى للنبى صلى الله عليه وسلم: إنى بعثتك لابتليك وأبتلى بك وأنزلت عليك كتابا (أى سأنزل عليك كتابا، وأخبر عنه بصيغة الماضى لتحقق حصوله) ، لا يغسله الماء تقرأه نائما ويقذانا (إذا وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم عند بعثته بأن ينزل عليه كتابا لايغسله الماء أنجيلهم صدورهم ليست هذه الصحف {بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بأياتنا إلا الظالمون} ولو أحرقت المصاحف عن بكرة أبيها فلا يحصل تغير فى هذا القرآن، والمصاحف التى فى القلوب تساوى لعله المصاحف التى فى السطور، أناجيلهم صدورهم {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} ، وقال الله (تكملة الحديث، هذا محل الشاهد إنما من باب كما قلت إستعراض كمال الحديث للننظر الى أحكامه ولنخرج من هذا البحث الذى هو بحث لغوى محض فى بدء هذه الصورة) وقال الله لى: حرق قريشا (أى قاتلهم وحرقهم) فقلت ربى: إذا يثلهوا رأسى حتى يدعوه خبزتا، (اى يقطعوه ويشقوه كما يقطع الخبز ويقطّع ويشق) وأمرنى ربى، وقال لى ربى: حرق قريشا (أى قاتلهم وأصدع بالحق فيهم ولا تبالى) فقلت ربى: إذا يثلهوا رأسى حتى يدعوه خبزا، فقال الله لى: إستخرجهم كما استخرجوك واغزهم نغزك (أى نمكنك منهم ونعينك عليهم) وأنفق ينفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، (تكملة الحديث كما قلت) .