القول الثالث: ذهب إليه الإمام الراجعى عليه رحمة الله، وذكره على أنه وجه مؤتمن. ووجه مقبول فى تفسيره فى الجزء الثانى صفحة 53 وبعد أن قرره رد عليه الإمام الألوسى عليه رحمه الله، فانظروا لحافز كلام هذين العبدين عليهما وعلى جميع المسلمين والمسلمات رحمة الله ومغفرته، يقول الإمام الرازى: {تلك آيات الكتاب الحكيم} {ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين} يقول: إسم الإشارة ذا، ذو إسم الإشارة، هذا موضوع للقريب وللبعيد، الوضع اللغوى، إسم الإشارة يشار به الى حاضر والى غائب، الى موجود والى بعيد، لكن فى الإستمعال، خص الناس إدخال الهاء على القريب، فيقولون: هذه وهذا، وإدخال اللام على البعيد فيقولون: ذلك وتلك، فإذاً الوضع، وضع اللغة لا يختلف، إسم الإشارة يعبر به عن البعيد وعن القريب، لكن الإختلاف فى إستعمال الناس، إذا أرادوا أن يشيروا الى قريب يدخلون على إسم الإشارة ذا: الهاء فيقولون هذا، إذا أن يشيروا به الى بعيد يقولون: ذلك إسم الإشارة هوهو، لكن هنا أدخلوا اللام وهنا أدخلوا الهاء، ذلك هذا، هذا ذلك، عندما يريدون أن يشيروا به الى بعيد ليأكد الإشارة فيأتى باللام، وعندما يريد أن يشير الى قريب يدخل عليه الهاء، وعليه تلك يقول: هذه خالفت عرف إستعمال الناس، لكنها فى اللغة موضوعة أصالة كما قلنا ليعبر بها عن مشار إليه قريب أو بعيد، وعليه فلا إشكال تلك بمعنى هذه لما؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015