هل لهذا شاهد؟ نعم يقول الله جل وعلا فى سورة يوسف مخبراً عن امرأة العزيز الآية 32 {وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين. فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم. قالت فذلكن الذي لمتننى فيه.....} ، فذلكن، المراد هنا البعد الحسى الحقيقى أو بعد المنزلة والرتبة ما الدليل؟ فى الآيات..... آية كريمة واضحة أوضح من الشمس فى رابيعة النهار، {فلما رأينه أكبرنه} واضح {وقلنا حاش لله ما هذا بشرا..} هذا من طراز آخر، واضح هذا، هذا ليس له أحكام البشر {ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم} إذاً هن إعترفن برفعة قدره وعلو شأنه وبعد منزلته وأنه ليس على غرار البشر، إذاً منزلته علية ولذلك: فذلكن: أى هذا الحاضر بيننا منزلته عالية جميلة رفيعة بعيدة بعيدة، {فذلكن الذى لمتننى فيه ... } ، فهنا إسم الإشارة جاء بصيغة البعد والمراد منه القرب، لكن لما عبر عن هذا القريب بإسم إشارة بعيد لبعد رتبته ومنزلته وقدره وشأنه، كما قلنا وفى الآيات قرينة قوية على هذا فلما رأينه أكبرنه وعظمنه وبجلنه ورأين له شأن عظيم {وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم} ، قالت الأصل: فهذا الذى لومتتنى فيه، ولو جاء التعبير بهذا لما كان فى الكلام توسية لنبى الله يوسف عليه السلام ما يليق به من القدر والمقدار، وهذه إشارات العزيز القهار سبحانه وتعالى.