والحقيقة الأمر كما قال الله {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل لكل شىء قدراً} ، كيف هذا،. يا عبد الله كل العالم بما فيه من عرشه الى فرشه من جنود الله وطوع أمره فإذا كنت فى بيتك واحتجت وقال الله للوسادة التى تتوسدها كونى ذهبا أى شىء يعجزه، نحتاج الى ربط القلب بالله حلّ وعلا، ولو أخذ الناس بهذه الأية لوسعتهم هذه الأية {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شىء قدرا} .
يقول الإمام ابن تيمية عليه رحمه الله فى الرسالة المشار إليها: (إذا صح الإيمان علماً وعملاً، إ عتقاد نظيف سليم وعمل صالح مستقيم، واحتاج صاحبه الى كرامة وخارق عادة فلا بد أن تخرق له العادة) ، لابد {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} ، {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً} ، إذا هذا خارق العادة فيما يتعلق بجانب القدرة، هذا من أمور الكمال، خارق العادة فيما يتعلق بجانب الغنى فيسغنى عما يحتاج إليه العباد، كيف هذا؟ العباد بحاجة الى طعام وشراب، وهل يسغنى أحد من البشر عن ذلك؟ لا، قد يجعل الله بعض عباده مستغنياً عن ذلك وهو على كل شىء قدير، وقع؟ وقع هذا.