فإذا كان هذا الأمر فى الأمم السابقة فهو فى هذه الأمة من باب الأولى، كما تقول لهذا العبد الصالح إن يكن لى صديق فأنت، وأنت لاتشك فى صداقته ولاتريد نفى الصداقة أيضاً عن غيره إنمل تريد أن تجزم بأنه صديق لك من غير تردد، فإذاً أورد مورد التحقيق لامورد التشكيك والترديد، وهناك قول ثانى لكنه ضعيف، أن الحديث أورد مورد الترديد، والسبب أن الأمم السابقة كانت تحتاج الى ما يثبت إيمانها ما بين الحين والحين بواسطة الكرامات، وأما هذه الأمة ففيهاهذا القران الذى تكفل الله بحفظه وفيه تبيان كل شىء وهو معجز، فهذا بمثابة معجزة تتكرر كل لحظة، ولذلك لاداعى لأن يوجد فيهم مكاشفون محدثون ملهمون كما كان فى الأمم السابقة ... يوجد لكن بقلة لكن الأمم السابقة بكثرة، وعلى التعليل الأول وهو الأقوى: يوجد فى هذه الأمة بكثرة أكثر مما وجد فى الأمم السابقة.. فهى أكرم على الله من الأمم السابقة إذاً ما جرى لاإشكال فيه وليس هذا عن طريق الحروف المقطعة ولا عن طريق النظر فى النجوم وإستنباط سعود ونحوس ولا عن طريق حساب الجُمّل ... أكرمه الله بهذا وأوقع الله ذلك كما أخبر وهو على كل شىء قدير،..كرامة يكاشف بها، وللإمام ابن تيمة رحمه الله رسالة عظيمة ينبغى أن تقرأوها مراراً، قاعدة فى المعجزات والكرامات وهى غير رسالته (الفرقان بين أولياء الحمن وأولياء الشيطان) ، وهذه القاعدة التى فى المعجزات والكرامات موجودة ضمن (مجموع الفتاوى) فى الجزء الحادى عشر صفة 311.. قاعدة فى المعجزات والكرامات وطبعت أيضاً هذه الرسالة مستقلة، إذاً هذا علم يخفى على غيره ...