إخوتى الكرام: هذا حقيقة من الأمور المعجزة فى القرآن ومما يبين أن هذا القرآن روعى فيه أعلى أنواع الاحتياط والضبط وإلا لو كان الأمر بعقول البشر فإذا كانت مصاحف الكوفة تعد فواتح آية فينبغى أن تجعل هذا مطردا فتجعل كل فاتحة آية لكنهم ما فعلوا هذا فمثلا المص آية كهيعص آية حم عسق آية هنا خمسة أحرف حم عسق آيتان حم آية عسق آية كهيعص خمسة أحرف هى آية واحدة الم آية الر ليست آية ق ن ص ليست آية ما الضابط فى هذا يقول يا عبد الله هذا تنزيل من حكيم حميد ليس للعقول به مدخل وإلا لو كان هذا من جهد البشر فيه أى تدخل لجعل قاعدته مطردة يقول إذن الفواتح كلها تعتبر آيات لا والسور التى ذكر فيها حروف التهجى حروف مقطعة فى القرآن كم سورة فى القرآن تسع وعشرون سورة انظر الآن لهذا الأمر العظيم يقول حرف واحد لا يعتبر آية ما فيه راء لا يعيبر آية طس لا تعتبر آية طيب ق طس لقوله حم حرفان حرفان طيب لما هذه آية وليست آية يقول هذا كلام الله هذا كلام الله هكذا كلمنا نبينا عليه الصلاة والسلام فقال هنا حم اعتبروها آية وهنا طس ليست آية هذا عندها هذه القراءة وعند تلك القراءة لا يعتبرون فواتح السور من أولها إلى آخرها آية قلت ما اعتبر فواتح السور آيات لما اعتبره آيات إلا مصاحف الكوفة يعنى لا يوجد فى غير مصاحف الكوفة اعتبار حرف من حروف التهجى الحروف المقطعة فى أوائل السور لا يوجد اعتبار واحد منها آية مستقلة.
إذن هى أربع وثلاثون آية لمصاحف الكوفيين والبصريين والشاميين والحمصيين وثلاث وثلاثون آية فى مصاحف الحجازيين المدنى الأول والثانى والمكى وهذه المصاحف سبعة يؤخذ منها العد ولا يجوز الخروج عنها وقد نظمنا فيها الإمام الشاطبى صاحب الشاطبية فى القراءات السبع فى قصيدة سماها ناظمة الزهر فى فواصل السور فإذا تيسر لكم العثور عليها ففيها خير كبير إن شاء الله.